السبت، 1 أغسطس 2009

مشروع المركز العالمي للوسطية

مشروع البيان الختامي والتوصيات للمؤتمر العالمي الذي أقامه المركز العالمي للوسطية

http://www.iumsonline.net/articls/2007/05/16.shtml

30-5-2007

موقع الاتحاد

إحدى جلسات المؤتمر

مشروع البيان الختامي والتوصيات للمؤتمر العالمي الذي أقامه المركز العالمي للوسطية - دولة الكويت، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو/الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت – حفظه الله تعالى. بعنوان "منهجية الإفتاء في عالم مفتوح..الواقع الماثل والأمل المرتجى"، في الفترة من 9 -11 جمادى الأولى 1428هـ - 26 - 28 مايو2007 م - بالقاعة الماسية - بفندق شيراتون الكويت

بسم الله.. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، والصلاة والسلام على المعلم الأول محمد النبي الأمي وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد،،

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {...فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، (النحل:43). وقال أيضا: {...وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ...}، (النساء:83).

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إذا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).

فإنه لما كانت الفتوى في الدين، مهمة شرعية شريفة، وذات أثر في حياة الفرد والمجتمع والأمة بأسرها، ونظرا لما آل إليه الإفتاء في واقعنا المعاصر، وما شابه من المكدرات، والممارسات الخاطئة؛ مما انعكس أثره سلبًا، على أمتنا وديننا الإسلامي، وحرصا على ضبط منهجية الفتوى، وتحقيقا للتواصل بين السادة الفقهاء والعلماء، فقد عقد المركز العالمي للوسطية بدولة الكويت، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت – حفظه الله تعالى – في الفترة من 9-11 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 26-28 يونيو 2007م، بالقاعة الماسية بفندق شيراتون الكويت، مؤتمرا عالميا تحت عنوان:

"منهجية الإفتاء في عالم مفتوح.. الواقع الماثل والأمل المرتجى"

وقد شارك في فعاليات المؤتمر، عدد كبير من الفقهاء والشخصيات العلمية البارزة في العالم الإسلامي وغيره، وجمع كريم من الخبراء والباحثين في مجال الفقه والتشريع الإسلامي تجاوز 120؛ يمثلون 43 دولة، مما كان له الأثر البالغ في إثراء البحوث المقدمة إلى المؤتمر، والمساهمة في بلورة محاوره العلمية.

وقد تمت فعاليات المؤتمر على النحو التالي:

أولا: الافتتاح

* افتتحت أعمال المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.

* ثم ألقى ممثل راعي الحفل معالي الشيخ صباح الخالد الصباح وزير الشئون الاجتماعية والعمل، ووزير العدل والأوقاف والشئون الإسلامية بالإنابة كلمة، نيابة عن سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله تعالى-، رحب فيها بالحضور، وأكد على أهمية وفوائد انعقاد مثل هذا المؤتمر، وأفاد بأن احتضان دولة الكويت للمؤتمر يأتي لخدمة القضايا الإسلامية والعربية.

* عقب ذلك تلا الدكتور/ عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، كلمة شدد فيها على خطورة الفتوى وعظم مسئوليتها، وأفاد بأن الواقع الحالي للفتوى حتم التقدم لعقد مثل هذا المؤتمر، ودعا إلى ميثاق جامع لأصول الإفتاء وشروط المفتي ينظم عملية الإفتاء، وختم كلمته بالشكر لسمو أمير البلاد لحرصه على الاهتمام بقضايا الأمة، وثنّى بالشكر على ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء لإعانتهما على نجاح المؤتمر.

* تبع ذلك كلمة لسعادة الأستاذ الدكتور/ عصام البشير الأمين العام للمركز العالمي للوسطية، رحب فيها بالحضور، وأعرب عن شكره لأمير دولة الكويت لرعايته للمؤتمر، وذكر في كلمته جملة من التحديات التي تواجه علماء الأمة والمتصدرين للفتوى، ثم دعا إلى ضرورة إحياء أدب الاختلاف ومنهج الائتلاف، وأكد أخيرا على أهمية الاجتهاد الجماعي والمؤسسي الذي يجمع بين خبراء العصر وفقهاء الشرع.

* ثم ألقى فضيلة الشيخ العلامة/ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كلمة باسم الأعضاء الضيوف المشاركين، رحب فيها بالحضور، وأعرب عن شكره لأمير دولة الكويت لرعايته لهذا المؤتمر، ولوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والمركز العالمي للوسطية لتنظيمهما له، وأشاد في كلمته بالأمة الإسلامية واهتمامها بأمور الفتوى، ثم دعا المؤتمر إلى وضع معالم ومواصفات من يفتي، وكيف يفتي، والمستفتي كيف يسأل، وأكد على ضرورة تبيان المفتي للحق وعدم كتمانه، وختم كلامه بتوجيه الشكر ثانية إلى دولة الكويت لتبنيها عدة مشاريع نافعة للأمة من مثل الموسوعة الفقهية، وإنشاء اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق الشريعة، والهيئة الخيرية العالمية.

بعد ذلك قام معالي الوزير بتدشين الموقع الإلكتروني لمركز الوسطية، وتم افتتاح المعرض الذي احتوى على أبرز وأهم الإصدارات العلمية للمجامع الفقهية، وهيئات الفتوى في العالم.

***

ثانيا: الجلسات العلمية والأبحاث

اشتمل المؤتمر على (عشر جلسات) علمية، فضلا عن جلسة الافتتاح، والختام، استعرض فيها المشاركون (ما يقارب 30 بحثاً) اشتملت على المحاور العلمية التالية:

- المحور الأول: مقدمات الفتوى

ناقش المؤتمرون من خلاله الموضوعات التالية: صناعة الفتوى - الأصول التي يجب اعتمادها في الإفتاء - التفريق بين الإفتاء والحكم القضائي - ضوابط الإفتاء – المؤهلات الواجب توافرها لمن يتصدى للإفتاء - مدخل لفهم فتاوى الأمة.

- المحور الثاني: موجبات تغير الفتوى

ناقش المشاركون من خلاله الموضوعات التالية: موجبات تغير الفتوى في عصرنا -تغير الفتوى لتغير جهاتها الأربع.

- المحور الثالث: المرجعية ومؤسسات الإفتاء

ناقش المشاركون من خلاله الموضوعات التالية: الفتوى الفردية والفتوى الجماعية - آليات الإفتاء في العالم الإسلامي نماذج عملية لمجمع الفقه الإسلامي لمنظمة المؤتمر الإسلامي - دور المجامع الفقهية والاجتهاد الجماعي في معالجة المستجدات من الناحية الشرعية وسبل تطويرها - الفتوى في المؤسسات المتخصصة - مدى حصر الإفتاء في جهات معينة في كل دولة - المرجعية ومؤسسات الإفتاء.

- المحور الرابع: الفتوى والأقليات

ناقش المشاركون من خلاله الموضوعات التالية: فقه الأقليات – آليات الإفتاء في العالم الإسلامي نماذج عملية (مجمع الفقه الإسلامي الهند)-آليات الإفتاء في العالم الإسلامي نماذج عملية (المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث).

- المحور الخامس: اتجاهات ومناهج الفتوى

ناقش المشاركون من خلاله الموضوعات التالية: الأصول المنهجية لفقه النوازل – الفتاوى الشاذة وخطرها على الأمة - الحجر في الفتوى لاستصلاح الأديان - فتوى الضرورة معالمها وضوابطها.

- المحور السادس: عولمة الفتوى

ناقش المشاركون من خلاله الموضوعات التالية: ظاهرة الإفتاء على الهواء أحكامها وآثارها - التطوير في وسائل الاتصال وأثره على واقع الإفتاء - فتاوى الفضائيات سلبيات وإيجابيات ضوابط ومقترحات - الفتوى في عالم مفتوح - ظاهرة الإفتاء على الهواء أحكامها وآثارها-الفتوى عبر الإنترنت: آفاق وعوائق.

- المحور السابع: نحو ميثاق جامع لأصول الإفتاء وشروط المفتي

ناقش المشاركون من خلاله الموضوعات التالية: نحو ميثاق لأصول الإفتاء ومرتكزاته - نحو ميثاق جامع لأصول الإفتاء وشروط المفتي - نحو ميثاق للمفتي والفتوى.

***

ثالثا: التوصيات

وبعد عرض الأبحاث ومناقشتها توصل المشاركون الأفاضل إلى اعتماد التوصيات التالية:

أولا: مقدمات الفتوى:

1- نصوص القرآن والسنة هي المرجع الأول للفتوى، فإن كانت قطعية الثبوت والدلالة لم يجز تخطيها إلى غيرها من الأدلة، وإن كانت ظنية الثبوت أو الدلالة، كانت محلا لاجتهاد المجتهدين بلا إنكار بينهم.

2- وجوب الالتزام بما أجمعت عليه الأمة.

3- وجوب استيعاب اجتهادات علماء القرون الثلاثة الأولى للاستفادة منها، والبناء عليها.

4- ضرورة تحقق المؤهلات العلمية الواجب توافرها في القائم بأمور الإفتاء، كالعلم بالقرآن والسنة، ومواطن الإجماع، والمعرفة التامة بقواعد الاستنباط، مع ملازمة التقوى.

5- مراعاة المفتي للجانب التربوي والتعليمي عند إجابته عن أسئلة المستفتين.

6- مجالات الاجتهاد مقصورة على الأحكام الشرعية الظنية القياسية، والمصلحية، والمبنية على العرف، مع مراعاة أسباب تغير الفتوى.

7- لا تعتبر الفتوى الصادرة عن أي جهة كانت صحيحة، إلا إذا اعتمدت على دليل شرعي معتبر، وكانت متسقة مع المقاصد الشرعية.

8- أهمية الاستفادة من ذوي الخبرات في مجالات الحياة المختلفة في عملية صناعة الفتوى، في حدود تخصصاتهم.

ثانيا: موجبات تغير الفتوى:

1- الفتاوى القابلة للتغير هي الفتاوى المبنية على الأعراف، أو الأدلة الاجتهادية الفرعية، أو المصالح المتغيرة، أو الضرورات، أو الحاجات القائمة مقام الضرورات ونحوها.

2- الغاية من تغير الفتوى هي العمل على إبقاء الأمور تحت حكم الشريعة، تأكيدا لأهم خصيصة من خصائصها، وهي مرونتها، وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

3- الفتاوى القائمة على الضرورات يجب أن تنضبط بالتالي:

أ - أن تكون الفتوى القائمة على الضرورة فيما يخص الأمة صادرة عن اجتهاد جماعي، دون أن ينفرد بها آحاد الفقهاء والمفتين، إلا أن تكون الضرورة مما لا يُختلف فيها.

ب- أن يستعان في تقدير الضرورات والحاجات الملحة في الأمور العلمية المتخصصة، كالاقتصاد والطب وغيرهما، بأهل الاختصاص، وذلك تمهيدا لإفادة الفقهاء منها في استنباط الحكم الشرعي لها.

ج- أن يقوم بتقدير الضرورة في الأمور العادية والمسائل الشخصية أصحابها، بعد الرجوع للمفتين، وذلك اعتبارا لاختلاف الأشخاص والظروف والأحوال والبيئات.

د- ألا تعمم الفتوى الخاصة المبنية على أساس الضرورة على جميع الأحوال والأزمان والأشخاص، إذ إن الضرورة تقدر بقدرها.

هـ- لا يجوز القياس على فتوى الضرورة؛ لأنها خلاف الأصل من جهة، ولاختلاف حيثيات الفتوى المبنية عليها من جهة لأخرى.

و- التأكيد على أن فتوى الضرورة حالة استثنائية تنتهي بمجرد انتهاء موجبها، ووجوب السعي لإيجاد بديل عنها، قدر المستطاع.

4- على المفتي أن يراجع اجتهاداته، وأن يواكب التطور المعلوماتي السريع، سواء أكانت المعلومات شرعية أم حياتية، ليحقق المقاصد الشرعية.

ثالثا: المرجعية ومؤسسات الإفتاء:

1- تعزيز دور المجامع الفقهية في قضايا الأمة، والتأكيد على جهود مؤسسات الإفتاء في القضايا المحلية التي تتعلق بكل بلد، وتقوية أوعية الاجتهاد الجماعي من مجامع ومؤسسات ودور إفتاء للنهوض بواجبها ودعم استقلالها؛ لتستعيد ثقة الأمة في مرجعيتها.

2- أهمية تطوير آلية الاجتهاد الجماعي، وتفعيل دوره، والعمل على وضع ضوابطه وتيسير إجراءات تحقيقه.

3- الدعوة إلى توحيد القواعد الفقهية ذات الأثر في عملية الاستنباط، خاصة في المجالات المالية والاقتصادية والسياسية والإعلامية وغيرها، لتحقيق التقارب في الفتاوى والأحكام.

4- مراحل آلية الإفتاء في المستجدات، تكون وفق ما يلي:

أ - التوضيح الدقيق للمسألة من قبل خبراء متخصصين.

ب- عقد ندوات متخصصة تشبع المسألة بحثا.

ج- رفع تقرير لجهات الإفتاء المتخصصة يبين الاتجاهات والجوانب للنازلة المستجدة، لتقوم هي بتقرير الحكم.

5- يحسن بالمجامع الفقهية وهيئات الفتوى توجيه السائل في القضايا المهمة إلى بدائل مشروعة عند تحريم بعض الصور الممنوعة.

6- دعوة الدول الإسلامية للعمل بالفتوى المجمعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة بكل دولة.

7- تفعيل الاجتهاد المجمعي في التشريعات الخاصة بالعلاقات الدولية، والاتفاقات الخاصة وحث الدول الإسلامية على العمل بها.

8- تعزيز روح التعاون والتكامل بين المرجعيات العلمية والدولة في كل قطر، والاحترام المتبادل بينهما، بما يحقق مقاصد الشرع ويرعى مصالح الخلق.

9- على الجهات الشرعية المعنية في كل بلد الإشراف على المفتين فيها، والعمل على تحسين أدائهم، واتخاذ الأساليب المناسبة لمعالجة أوضاع من يتصدى للفتوى من غير أهلها.

10- المبادرة إلى إصدار الفتاوى في القضايا المستجدة، قبل استغلالها من قبل جهات غير مؤهلة.

11- تفعيل التنسيق بين المجامع الفقهية، تفاديا للتناقض والتضارب في القرارات.

12- العناية بالمؤسسات الرسمية للإفتاء، وتدعيمها بالعلماء الثقات المؤهلين للفتوى، وتعزيز واجبها المنوط بها شرعا في نصح الراعي والرعية، دون استجابة لضغط الحكام أو أهواء العوام.

13- إنشاء مراكز ومعاهد للتعليم والتدريب على الفتوى واستكمال أدواتها.

14- إنشاء قاعدة بيانات ومركز معلومات يجمع فتاوى جهات الإفتاء في العالم لخدمة الباحثين والعلماء.

رابعا: الفتوى والأقليات:

1- تفعيل فقه المقاصد والمصالح المعتبرة في الإفتاء للأقليات، محافظة على سلامة حياتهم الدينية سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، وتطلعا إلى تيسير نشر دعوة الإسلام.

2- التأصيل لفقه العلاقة مع غير المسلمين (أمة الدعوة)، في الواقع الحضاري والعالمي.

3- اعتبار المؤسسات والمراكز الإسلامية في بلاد غير المسلمين قائمة مقام القاضي في الرجوع والاحتكام إليها في منازعاتهم وسائر أمورهم.

4- الاهتمام بالقواعد الفقهية الميسرة في الإفتاء للأقليات، من مثل مراعاة التيسير، ورفع الحرج، وتغير الفتوى بتغير الزمان، وتنزيل الحاجة منزلة الضرورة، والنظر في المآلات.

خامسا: اتجاهات ومناهج الفتوى في القديم والحديث:

1- العمل على إحياء عملية التجديد في الأحكام الفقهية المرتبطة بعلل متغيرة، كالعرف، والمصالح، والضرورات، مع الالتزام بالضوابط الشرعية؛ وذلك لتحقيق مصالح الأمة الإسلامية.

2- لا يُنكر على المخالف في القضايا الاجتهادية، مع الإفادة من ذلك الاختلاف في تحقيق التقارب.

3- مخالفة القضايا القطعية، ومنها ما أجمعت عليه الأمة، أو ما عُلم من الدين بالضرورة، شذوذ مردود يجب التصدي له، بكشف مواطن ضعفه وشذوذه، بعد التناصح مع قائله، ومحاورته بالحسنى، للعدول عنه.

4- إذكاء ملكة الاستنباط الفقهي، بالعودة إلى شمولية التدريس، بحيث يشمل علوم الشريعة وعلوم الآلة، وبخاصة علوم اللغة العربية دون إغفال التخصص في المراحل النهائية.

سادسا: عولمة الفتوى:

1- حث المجامع الفقهية ومؤسسات الفتوى بأنواعها على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة في نشر الفتوى.

2- التحذير من فوضى الإفتاء في وسائل الإعلام المختلفة، بإبراز آثارها السلبية، وتحديد صفات من يتصدى لها، ممن تتوافر فيه أهلية الإفتاء، والمعرفة بالواقع.

3- اختيار المفتين من ذوي الخبرة والكفاية، للإفتاء من خلال الفضائيات.

4- تأسيس جهاز إشرافي ورقابي خاص بالإفتاء مكون من ممثلي وسائل الاتصال الحديثة وممثلين عن المجامع الفقهية يهتم بما يلي:

أ - تحديد معايير وضوابط الإفتاء على مواقع الإنترنت عامة، والمتخصصة في الإفتاء خاصة.

ب- الدعوة إلى عقد مؤتمرات وندوات للإفتاء يشارك فيها المفتون وأصحاب الفضائيات، للوقوف على منهجية الإفتاء عبر الفضائيات، والالتزام بها.

ج- إبراز الآثار الإيجابية للفتوى المباشرة على الفضائيات، وبخاصة لسكان البلاد التي يقل أو ينعدم فيها الفقهاء.

د- متابعة الفتاوى الصادرة عن القنوات الفضائية ومراجعتها.

5-حث المفتين والمشرفين على فتاوى الفضائيات على تدعيم فتاواهم بقرارات المرجعيات الشرعية المعتمدة.

6- دعوة معدِّي ومقدِّمي البرامج الدينية، ومحرِّري الشئون الإسلامية، في الصحف والمجلات وسائر طرق الإعلام الأخرى، إلى ضرورة الاستعانة بعلماء الشرع الموثوقين، للإشراف على برامجهم، وعدم فتح الباب أمام غير المؤهلين للعبث بها تحقيقا للتعاون المثمر بين الجهات العلمية والجهات الإعلامية.

سابعا: ميثاق الفتوى:

أ- الدعوة إلى وضع ميثاق للإفتاء.

ب -دعوة جهات الإفتاء للالتزام ببنود هذا الميثاق.

ج -إصدار دليل للمفتي وآخر للمستفتي يتضمن التوعية بثقافة الفتوى.

وتفعيلا للتوصيات الصادرة يقترح المشاركون في المؤتمر المشاريع التالية:

1- إصدار ميثاق للفتوى يمثل قالبا قانونيا، معتمدا من المجامع الفقهية ودور الفتوى.

2- إنشاء موسوعة شاملة للفتاوى المعاصرة تجمع الفتاوى والقرارات الصادرة عن المجامع الفقهية ولجان الفتوى.

3- وضع منهج لتدريس أصول الإفتاء في الجامعات الإسلامية والكليات الشرعية.

4- إنتاج برامج متخصصة للإفتاء الجماعي حول قضايا الأمة الكبرى.

5- إنشاء معهد متخصص في التدريب والتأهيل للفقه والإفتاء.

***

رابعا: الخاتمة

- وفي الختام: فإن المركز العالمي للوسطية يرفع إلى مقام صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت – حفظه الله تعالى – عظيم الشكر والامتنان، لاستضافته ورعايته لهذا المؤتمر، ويتقدم لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح بالشكر والعرفان لمباركتهما وتشجيعهما لمثل هذه المؤتمرات الهادفة، كما يتقدم المركز بالشكر والامتنان إلى ممثل راعي المؤتمر على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.

ثم قرر المشاركون رفع برقيات شكر وتقدير لكل من:

- صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد – أمير البلاد - حفظه الله تعالى.

- صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد – ولي العهد - حفظه الله تعالى.

- معالي الشيخ ناصر المحمد – رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله تعالى.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والله تعالى نسأل أن يوفق الجميع لخدمة الإسلام والمسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات التي في الموقع تدل على راي اصحابها ولاتدل على راي الموقع
وستحذف التعليقات المسيئة